مشروع المركز الدولى للصحفيين


مكاتب الزواج الحل الوهمى للعنوسة فى مصر


بقلم/ احمد عجور
"بأذن ربنا عريسك عندنا " تشاهد هذا الاعلان كثيرا على الجدران فى الشوارع والملصقات بمترو الأنفاق ليس هذا فحسب بل يوجد فى الجرائد عشرات الإعلانات عن مكاتب الزواج "اختر شريك حياتك من صفوة المجتمع لدينا - أطباء - ضباط - مهندسون - رجال أعمال - آنسات ومطلقات وأرامل لديهن سكن الزوجية بينكم وبين الزواج ... اتصالكم بينا " .

اصبح الزواج عملة نادرة هذه الايام بسبب الفقر والبطالة والعادات والتقاليد التى تثقل كاهل الشباب واصبح الزواج سلعة كأى سلعة اقتصادية تخضع لقانون العرض والطلب يتاجر بها البعض سواء بطرق شرعية او غير شرعية فهل تمتلك مكاتب الزواج الادوات السحرية لحل المشكلة ام ادوات للنصب والاستغلال ؟

بدأت مكاتب الزواج فى الانتشار منذ 8 سنوات حتى اصبح عدد المكاتب الرسمية الآن 125 مكتب وكان صاحب أول فكرة لمكتب تزويج فى مصر الوليد العادل أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة كاليفورنيا ،حيث أنطلقت الفكرة من جمعية تهتم برعاية الأسرة والإستشارات الزوجية تابعة لوزارة التضامن والشئون الاجتماعية وكان أحد أعمالها مكتب الزواج يهتم بتكون الاسرة عن طريق الاختيار السليم.

يقول الوليد العادل بالفعل امتلك الحقوق الفكرية والادبية لفكرة مكتب الزواج ولكن " اى فكرة نبيلة من الممكن أن تحرف أو تشوه وتصبح مهنة من لا مهنة له ولما بعدت المهنة كل البعد عن هدفها وهى المساعدة فى تكوين أسرة على أساس الاختيار السليم وأخذت منحنى مختلف أو بمعنى أصح النصب قررت الابتعاد عنها فورا" .

واوضح الوليد ان مكاتب الزواج الحالية خدمة خاصة للاخوة العرب والاجانب معللا قوله " دى مسافرة السعودية ومحتاجة محرم موافق هات 2000جنيه ودى اماراتية بتموت فى المصريين هات 10000جنيه وربنا هيكرمك ودى معها باسبور امريكى يلا يا عم هتسافر امريكا هات 5000جنيه وشغله الشاغل ثمن الاستمارة وتصور انه بيبيع ورقة بفلوس " .

واضاف الوليد انه فى بداية إنتشارمكاتب الزواج حاول كثيرا أن يضع ميثاق شرف للمهنة ودعى أصحاب المكاتب للاتفاق على قواعد و اسس للعمل الاخلاقى بالمهنة ولكن فشلت كل المحاولات .
ومن اهم المواقف الطريفة التى واجهها الوليد العادل أن رجلا أزهريا طلب أن تكون مواصفات شريكة حياته أزهرية، أي متخرجة في الأزهر وأن تكون منقبة وألا يزيد عمرها على 24 عاماً وإن كانت تعمل فلابد وأن تكون تعمل في الأزهر بحيث يكون مجال اختلاطها فقط بالنساء وأثناء كتابته المواصفات وملء الاستمارة إذا بفتاه تدخل المكتب ترتدي المينى جيب مع «بوت» وشعرها منفوش، فسأل الرجل عن هذه الفتاة قائلا انه يريد أن يتزوجها إذا أمكن. وعندما قال له دكتور العادل ان هذه الفتاه خريجة سياحة وفنادق وليس لها علاقة على الإطلاق بالأزهر أو العلوم الأزهرية ومجال عملها في مونتاج المصنفات الفنية فإذا بالرجل يقول إذا وافقت فسيأتي الهدى من عند الله .


وعلى الجانب الاخر يقول مجدى لمعى "صاحب مكتب زواج المحبة" أن مكاتب الزواج منتشرة فى جميع انحاء العالم ولها أصل تاريخى وهى الخاطبة وليست ببدعة وإنتشارها فى الآونة الأخيرة لارتفاع نسب العنوسة وانقطاع روابط الصلة بين الأهل والأقارب فالجار أصبح لا يعرف جاره ومن هنا تاتى اهمية مكاتب الزواج الا انه اكد ان 90% من الشغل الرجال يبحثون عن الزوجة التانية بالاضافة للارامل والمطلقات اما نسب الشباب والفتيات حديثى السن قليلة
وأضاف مجدى أن الحكومة لا تهتم بمكاتب الزواج فلما لا يتم عمل دورات تدريبية تحت رعاية الشئون الاجتماعية تعلم اصحاب المكاتب المهنة وتحل بهم مشكلة العنوسة .

وعن تفاصيل العمل بالمكتب يستطرد مجدى قائلا الشاب او الارمل او المطلق يملأ أستمارة ب 200 جنيه ثم يبحث فى استمارات الفتيات والمطلقات والارامل بعد ان يختار اى منهم يتم الاتصال بالفتاة المطلوبة واملاء تفاصيل الزوج المتقدم عليها ان وافقت يتم تحديد موعد اول مقابلة فى المكتب واذا تم التوافق يحصل المكتب على الحلاوة 1000 جنيه على الاقل .

ومن الغريب أن أصحاب مكاتب الزواج يشكو النصب عليهم من قبل العملاء وذلك حيث يتفق الزوجين على الزواج دون علم المكتب لتفادى دفع الحلاوة التى لا تقل فى اى حال عن 1000 جنيه لتصل فى بعض المكاتب الى 5000 جنية .
عن حدود عمل المكتب يقول مجدى : " أنا حدودى تعارف بين طرفين الإسم والسن والوظيفة والحالة الإجتماعية عنده شقة أم لا ، وأنا مش هتحرى عن كل عميل وعميلة أعرف كلامهم صح ولا غلط " ، وعن ما اذا الزواج يتم بشكل رسمى قال مجدى " لا يخصنى فى شىء مهمتى التعارف وهما بعد كدا احرار يتزوجوا عرفى او رسمى دى حاجه تخصهم" .
Category: