مصر والمصريين بعيون امريكية ج2

صاحب السلطة وحده هو حلاااااااال العقد

ويصل المؤلف إلي واحدة من أعقد المناطق في علاقة المصريين بالسلطة، هي فكرة حل المشاكل والقضايا التي تواجههم في الحياة، أو في العمل، فالثقافة العامة المصرية تعلم الناس، أن صاحب السلطة وحده هو صاحب القدرة علي حل المشكلة.. وبالتالي يتوقع المرءوس المصري:

" أن رئيسه هو الذي يقوم بحل المشكلة، ولو لم يكن الرئيس موجودا، يمكن للمشكلة أن تنتظر".

" إذا فكر من هو أدني سلطة من الرئيس أن يحل المشكلة، فمعني هذا أن سلطة الرئيس قد تهتز".

" الذهن المصري مؤهل علي أن ينفذ ما يأمره به هؤلاء الذين يملكون سلطة عليه، ويعتمد عليهم لضمان أمنه الشخصي ومستقبله علي المدي البعيد. "

وبالتالي، لو لم تقدم للمصري توجيهات محددة وواضحة فلن يتصرف من نفسه.

"لو حدثت معجزة وتحرك المصري فسيتحرك في الاتجاه الذي يتصور أنه سيرضي رئيسه، أيا كانت العواقب الأخري لتصرفه".

الوقت غير ذى قيمة وكل شىء قسمة ونصيب

أما عند الحديث عن تنظيم الوقت، فحدث ولا حرج.. فالمصريون بوجه عام يشعرون بأن الوقت ليس عاملا حاسما في التعامل مع العالم.. العالم الذي يري في تنظيم الوقت وتخطيطه أمرا ضروريا من أجل الوصول إلي النجاح.. بينما تري الثقافة المصرية أن كل شيء قسمة ونصيب.. وأن الأمور تحدث في الوقت المحدد لها أن تحدث فيه.. بالتالي فإن أي محاولة منهم للتحكم في الوقت ستكون سخيفة وعبثية، وضياعا للجهد من وجهة نظرهم.

" وبناء عليه، فإن فكرة الجداول الزمنية، والمواعيد النهائية أمر غير واقعي".

" أي محاولة لوضع موعد نهائي للمشروع هو أمر ضد طبيعة مصر".

وبالطبع لم يكن من الممكن أن يرسم المؤلف كل هذه الخريطة في تفكير المصريين وعلاقتهم بالسلطة في العمل والحياة، دون أن يضع دليلا مفصلا، وطويلا للتعامل مع أهم أدوات تدعيم هذه السلطة، وهي البيروقراطية المصرية.

البيروقراطية اكبر قوة مصرية

يقول بيل دريك إن البيروقراطية قوة كاسحة في الحياة اليومية المصرية.. قوة متشعبة في كل المجالات.. ومضرب المثل في عدم الفعالية.. ومن المستحيل معرفة العدد الدقيق لموظفي البيروقراطية المصرية.. لكن "هم كثيرون".. و"هم" يتميزون في الغالب:

" بأخلاقيات ضعيفة أو منعدم".

" معدلات غياب أكثر من اللازم".

" يشغلون عدة وظائف في وقت واحد".

النسبة الأكبر من الموظفين المصريين، تنتمي إلي الشريحة الدنيا والمتوسطة من الطبقة الوسطي، وهي طبقة صارت في طريقها الآن للانقراض، ولا يجد أبناؤها بدائل أخري كثيرة للعمل المحترم والشريف، لذلك يقبلون أن ينالوا أجورا ضئيلة مقابل ضمان مستقبلهم.. وهم مبرمجون علي طاعة أوامر رؤسائهم، ولا يفكرون إلا في الحفاظ علي مصالح المؤسسة، علي حساب مصالح المواطنين.. وفي بلد مثل مصر، فيه ارتباط مباشر بين المواطن والحكومة، يكون من الصعب جدا مواصلة الأعمال بسلاسة بسبب البيروقراطية.

وتبدو سمات الموظف البيروقراطي المصري التقليدي هي:

" البطء في تسيير الإجراءات: هو مقتنع أنه كلما جعلك تنتظر، ساعده هذا علي الشعور بأهميته".

" الولاء التام للسلطة: هو عنده عدد لا ينتهي من القواعد التي لابد من اتباعها، صحيح أنه من الممكن اللف والدوران حولها لكن ذلك لا يحدث إلا للأشخاص المهمين.

" لا يوجد شخص محدد مسئول عن شيء محدد.. لا يوجد مسئول فعلي للأمور، وأحيانا حتي كبار المسئولين يكونون بلا سلطة فعلية.

لذلك، ينصح المؤلف كل أجنبي يجد نفسه مضطرا للتعامل مع البيروقراطية المصرية، أن يسعي لمعرفة بيروقراطيين من ذوي الخبرة والنفوذ، وأن يقدم نفسه لهم علي أنه شخص مهم.. وذو حيثية في بلده يستحق تقديرهم واحترامهم.. ولابد أن يعتمد الأجنبي أسلوبا سياسيا لإقناع البيروقراطي المهم بمساعدته، بأن يفهم أن له مصلحة في هذه المساعدة.

" عند التعامل مع أي مسئول حكومي، لابد أن تدرك أنه سيلعب بك لو أعطيته الفرصة."

"حاول أن تفهم ما يمكن أن يريده المسئول منك قبل أن تذهب للقائه। وكيف يمكن أن تستجيب لطلبه".

ما هي الوسائل الرسمية، وغير الرسمية المتاحة أمامك، وأمامه؟

" أهم شيء أن يشعر الموظف بأنك لن تذهب من أمامه.. فكرة التلويح بأنك يمكن أن تعقد حياته كما يعقد هو إجراءاتك يمكن أن تكون فعالة جدا.

" تعلم أن تقرأ دائما "الإشارات غير المباشرة".." لأنك نادرا ما ستتلقي إجابات مباشرة علي أسئلتك".

" لا تفترض دائما ألا تعني لا، وأن نعم تعني نعم بالضبط. "

" راقب تصرفات المصريين من حولك وحاول أن تقلدهم.. فالتقليد في مصر هو أضمن وسيلة للنجاح"


0 التعليقات:

إرسال تعليق